يلاحظ من يتابع مسار التراشق والقصف بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية المتواصل،منذ قيام حركة حماس بعملية طوفان الأقصى في السابع من شهر تشرين الاول الماضي ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي في غلاف قطاع غزة،ان الدولة اللبنانية هي الغائب الوحيد عن التأثير اوالمشاركة، سلبا اوايجابا بهذه الاحداث،وكأنها غير موجودة بكل مؤسساتها اوشاهدة زور على ما يحصل، ماخلا تحركات لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير خارجيته، داخليا وخارجيا، لإيهام بعض اللبنانيين بوجود الدولة، وبدور شكلي يمكن ان يؤمن لهم مظلة امان ، لحماية لبنان من ويلات وتداعيات المنازلة الاقليمية الجارية على حسابه على الحدود اللبنانية، والتي» لا ناقة ولاجمل فيها».

اليوم، وبعد تطورات الحرب الدائرة في قطاع غزة، وتراجع حدة التهديدات الاميركية السابقة ضد ايران، وتبدل لهجة المسؤولين الإيرانيين بتوسعة نطاق الحرب اذا اجتاحت قوات الاحتلال الاسرائيلي لغزة، بعدما تبين انها كانت للتهويل وليس اكثر،وظهور ملامح ونوايا لاعادة ترتيب وضع قطاع غزة مستقبلا، اما بشكل منفصل، او من خلال أحياء مشروع الدولتين، وبدور ايراني بات مكشوفا،يطرح سؤال مهم عما سيحصل على الحدود اللبنانية الجنوبية،في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة قريبا، هل سيشمل إنهاء التصعيد العسكري مايحصل حاليا على هذه الحدود، ومن يتولى التفاوض والقيام بالترتيبات اللازمة لتهدئة الاوضاع ولملمة تداعياتها؟

تبدو الاجابة على سيل الأسئلة المطروحة، عما سيحصل على الحدود اللبنانية الجنوبية،بعد تثبيت وقف اطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب والمباشرة بالمفاوضات لتحديد مستقبل القطاع، من باب التكهن والاستنتاج، وليس جوابا قاطعا،جراء محاولات البعض وتحديدا الجانب الايراني،ربط التصعيد الحاصل على الحدود اللبنانية الجنوبية، بمجريات الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وهذا معلوم للجميع استنادا للمواقف والتصريحات العلنية للمسؤولين الإيرانيين، وما صدر مرارا عن حزب الله الذي يؤكد ان استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي، يهدف إلى مساندة مقاومة حركة حماس في غزة وتخفيف ضغط العدوان الإسرائيلي عن الشعب الفلسطيني.

ويخشى البعض أن يتم ربط انهاء التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الجنوبية،بمجريات ومصير قطاع غزة ،اذا طال امد الحرب الإسرائيلية على القطاع أطول مما يتوقعها البعض، وما يمكن ان يؤدي ذلك الى تشابكات وتعقيدات وتوسع نطاق الحرب الى مناطق ودول اخرى، وهذا بالطبع يصيب لبنان بضرره ونتائجه،بفعل الاشتباكات الدائرة على الحدود الجنوبية، في ظل استمرار غياب الدولة اللبنانية عن مسؤولياتها، وعدم تدخلها لوضع حد لما يجري هناك.

ولكن بالرغم من كل الضبابية التي تلف مصير الحرب العدوانية التدميرية الإسرائيلية على قطاع غزّة، ومحاولة ربط الجبهة المستحدثة على الحدود اللبنانية الجنوبية، بما يحصل هناك، لغايات ومصالح ايرانية مكشوفة،الا ان هناك صعوبات عديدة تقف حائلا دون تحقيق ذلك، بسبب ادراك الدول الفاعلة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، لخطورة هذا الربط وابقاء التوتر قائما،ماينذر بالاشتعال مجددا، ويهدد المنطقة باستمرار. ولذلك سارعت إلى إرسال مستشار البيت الأبيض لشؤون الطاقة امون هوكشتاين، أكثر من مرة لمنع توسع الحرب على لبنان، والسعي لاستكمال ترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية المختلف عليها،مايؤشر إلى امكانية حصر المناوشات في اماكن محدودة، وتقليص عوامل ربط مايحدث على الحدود اللبنانية الجنوبية مع ما يحدث في غزة مستقبلا. بينما يبقى الاهم موقف اللبنانيين بمعظمهم ،لرفض اي محاولات من اي جهة كانت لربط مصير الوضع على الحدود بمصير غزة او اي قضية كانت، على أن تتولى الدولة اللبنانية القيام بالمهمات المنوطة بها للتفاوض اي دولة أو جهة خارجية، لتسلم مسؤولياتها الشر عية، للحفاظ على الأمن والاستقرار، دون غيرها من اي حزب كان أو قوى غير شرعية.

QOSHE - رفض لبناني لمحاولات ربط الأوضاع على الحدود الجنوبية بمصير حرب غزّة - معروف الداعوق
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

رفض لبناني لمحاولات ربط الأوضاع على الحدود الجنوبية بمصير حرب غزّة

9 12
21.11.2023

يلاحظ من يتابع مسار التراشق والقصف بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية المتواصل،منذ قيام حركة حماس بعملية طوفان الأقصى في السابع من شهر تشرين الاول الماضي ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي في غلاف قطاع غزة،ان الدولة اللبنانية هي الغائب الوحيد عن التأثير اوالمشاركة، سلبا اوايجابا بهذه الاحداث،وكأنها غير موجودة بكل مؤسساتها اوشاهدة زور على ما يحصل، ماخلا تحركات لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير خارجيته، داخليا وخارجيا، لإيهام بعض اللبنانيين بوجود الدولة، وبدور شكلي يمكن ان يؤمن لهم مظلة امان ، لحماية لبنان من ويلات وتداعيات المنازلة الاقليمية الجارية على حسابه على الحدود اللبنانية، والتي» لا ناقة ولاجمل فيها».

اليوم، وبعد تطورات الحرب الدائرة في قطاع غزة، وتراجع حدة التهديدات الاميركية السابقة ضد ايران، وتبدل لهجة المسؤولين الإيرانيين بتوسعة نطاق الحرب اذا اجتاحت قوات الاحتلال........

© اللواء


Get it on Google Play