فيسوافا شيمبورسكا شاعرة كنّست بحروفها السماء
يتهدّج همسُ الريح في ديوان «النهاية والبداية» وهي توشوش بقصائد الشاعرة البولنديّة الحائزة جائزة نوبل فيسوافا شيمبورسكا، وتتمطّى في شبه دائرةٍ انحنائيّة تشبه دوران الكون حول نفسه وهو ينفث جوفه في صراعٍ دائمٍ بين الحياة والموت، ويستشهد على دلالات الحكمة والعقاب والثواب وتلك المصطلحات المكرّرة التي تعقب كلّ حدثٍ أو رمزيّةٍ حدثيّة.
لا بدّ أنّه الحنين يتفجّر من أعماق أنثى تغربلُ خشونةَ واقعها وتسربلُ معنى التآلف مع اليقظة النفسيّة، فتتجرّع المرارة بشتّى مواردها، بدءاً من الحروب الشرسة التي عاصرتها، والغربة الذاتيّة الرعناء التي تكبّدتها، فنراها في قصيدة «اليقظة» منتصبة مثل شجرةٍ تتمايلُ مع نسيم الخريف المُنذر بالعاصفة، تلجمُ وترجمُ وتحجمُ وتنادي، ثمّ تعودُ للجماد لتستقي معه معاني المجاز، وتتجاوزُ منقلبَ الخيال المتعمّق بالقليل من الواقعيّة ومسحةٍ من الهيروغليفيّة التاريخّية للأشياء: «اليقظة لا تتلاشى كما تتلاشى الأحلام/ لا همهمةٌ ولا جرسٌ يبدّدها/ لا صرخةٌ أو جلبةٌ تصدر عنها/ مشوّشةٌ وملتبسةٌ هي صورُ الأحلام/ ممّا يدفع لتفسيرها بطرقٍ عديدة ومختلفة/ اليقظة تعني اليقظة/ وهذا هو السرّ الأكبر/ للأحلام مفاتيح/........
© الجمهورية
visit website