لور بينو فراشة تصلى شوقاً حول قنديل الشعر
عندما يجهش الشاعرُ بغصصٍ دفينة، تتقمّصها أعماقه وتزهر من خلالها في أدواحٍ من الحنين واللهفة والتمرّد على نفسه، ثمّ يلفحُ قافلة كلماته بهواءٍ رمليّ يحرقُ المحاجرَ ويجفُّ الحناجر، يكون قد بلغَ أعلى قمّةٍ للحزن والانكسار، فيغدو قليلَ التكيّف مع محيطه، ونادرَ التريّث في توجّهاته الخياليّة الحالمة. عندئذ، يَعلم ما لا يُعلم، ويحلم بالمحال، فيقتبس المجاز ويستنبط الملاذ من بين جدران همومه وتفكّره المضني الشديد.
وقد جسّدت الشاعرة الفرنسيّة لور بينو دورَ الزهرة الملتاعة بين أشواك الشتاء، والتي تستيقظ من غفوتها لتصطدم يقظتها بجوّ الرحيل الشاحب، حين يغادر جميع من يتنفّس على وجه هذا الكون، وتبقى وحدها في مقارعة آفاق عزلتها، ومغازلة حروفها المتهدّلة مع هبوب العاصفة، ومعاكسة أقدارها والخوض في معركةٍ متساوية القوّة معها.
في قصيدتها «لقد رأيتها»، كتبت بينو: «لقد........
© الجمهورية
visit website