صراع قطري فرنسي صامت
يعود المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين الى بيروت في الوقت الذي يجول فيه وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن على عواصم المنطقة للمرة الخامسة منذ اندلاع حرب غزة. والتزامن الحاصل ليس مَحض صدفة، بل هو أقرب لملاقاة زائر لبنان لمهمة الوزير الأميركي.
صحيح أنّ بلينكن يحمل ملفا ضخما ومتشابكا ومعقدا عنوانه التمهيد لما بات يعرف باليوم التالي والسعي لإغراء حكومة نتنياهو بالتطبيع مع السعودية مقابل انتزاع موافقة اسرائيلية على مبدأ الدولة الفلسطينية وهي مهمة صعبة وغير ميسّرة. ذلك أن الداخل الإسرائيلي ما يزال ضد وقف الحرب. ففي آخر استطلاع لمعهد الديمقراطية الإسرائيلي جرى منذ أسبوعين تبين أن حوالى 52% يعارضون الافراج عن جميع الأسرى الامنيين الفلسطينيين وإطلاق المحتجزين الاسرائيليين لدى حماس، في مقابل 39% فقط يؤيدون ذلك. وأن نسبة 68% تعتقد أن الحرب ستستمر لأكثر من شهرين و46% يقولون انها ستمتد لأربعة أشهر. وهو ما يعني أن الشارع الإسرائيلي لم يتعب بعد من الحرب.
كذلك فإنّ 46% يعرضون إجراء تحقيق فوري للحكومة بسبب «طوفان الأقصى» في مقابل تأييد 26%. وهذه الأرقام لا توحي بمرونة اسرائيلية داخلية.
ولكن الضغوط الأميركية على نتنياهو جعلته أكثر قبولا لصفقة وقف إطلاق النار وإجراء التبادل، وربما تراهن واشنطن على اتّساع دائرة الصراع الداخلي ما سيدفع الى تطيير حكومة نتنياهو والذهاب بعدها الى انتخابات وحكومة جديدة متعاونة أكثر مع الطروحات الأميركية.
إلا أن الآمال الحالية هي بتحقيق وقف إطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وهنا نقطة انطلاق مهمة هوكستين.
فلقد بات واضحا أن وقف العمليات الحربية عند الحدود اللبنانية الجنوبية مرتبط بالكامل بوقف إطلاق النار في غزة.
في الواقع نجح اجتماع باريس في تحقيق تقدم كبير حيال وقف إطلاق النار في غزة لكن الاتفاق النهائي ما يزال بحاجة للمسات النهائية والتي سيتولاها بلينكن. ولأن اجتماع باريس حقّق خطوات الى الأمام كان لا بد من مواكبته بتحضير الخطوات المتعلقة بالجبهة الجنوبية اللبنانية. ولأنه من المعروف بأنّ لندن تشكل الكشاف الأمين والمتقدم لواشنطن جاءت زيارة وزير الخارجية البريطاني الى لبنان حاملا أفكارا تمهيدية، وبعد زيارة قام بها وفد عسكري بريطاني الى إسرائيل.
وبات معروفاً بأن الوزير البريطاني حَث على ضرورة تطبيق القرار 1701 عارِضاً أفكاراً تتعلق ببناء........
© الجمهورية
visit website