كوس كوستماير، غنّى للحريّة في وشوشةٍ روحيّة لمحمود درويش
يلهث الشاعرُ وراء بصيصٍ من نورٍ ليقارع به مواطن الظلام التي تعترض سبيله، متلهّفاً لبلوغ تخوم التجلّي للوحي الذي ينهض بكيانه، ويحرّضه على البوح بما يعتريه من مضضٍ أو ألم، ويسردُ باختزال العمليّة الحسابيّة خياله الخصب، ويخضّبه بما يلحّ عليه من خيالٍ يحلّق به نحو السرمديّة الأزليّة للتاريخ الإنساني.
وقد يتيح المشهدُ الخارجي الذي يتراءى للشاعر على تكوين مشاعره وتكثيف مواهبه، حتّى ينقلَ كلّ ما يثقل كاهله ويرصدَ جهوزيّة الموقف الذي يتعرّض له كلّ انسان. هذا الاحتواء الكلّي للمصير يدلّل إلى حنينه المكثّف والمكتّف بين الخيال والواقع، إذ انّه يريد أن يغيّر الواقع ولكنّ الخيال رغم تيسّره فهو عسير التطبيق، لذا، يلجأ لمخاطبة النفوس المرهقة والمثخنة بالجراح علّها تستيقظ من سبات الاستسلام.
وهذا ما ينطبق على الكاتب الأميركي كوس كوستماير الذي لم يتنّحَ يوماً عن معانقة وطنه بشغف المحبّين، العائدين من معترك........
© الجمهورية
visit website