تعتمد العلاقات بين الإمارات والكويت على ركائز ومقومات عديدة تمنحها قوة دفع متجددة.

وفي مقدمة ذلك الإرث الحضاري والقيمي والإنساني المشترك للشعبين والبلدين الشقيقين، وتقارب الرؤى ووجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية، والاحترام المتبادل والمصير المشترك القائم على الأهداف المتقاربة والمصالح المتبادلة التي تجمع البلدين والشعبين.

ويمثل مجلس التعاون الخليجي الذي يعد أقوى مؤسسة إقليمية استطاعت الثبات والاستمرار وأداء دور فاعل في التعبير عن مصالح أعضائها، إحدى أهم ركائز العلاقات بين الأعضاء سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي.

الرؤية السياسية المشتركة بين الإمارات والكويت تمثل جوهر العلاقة الوثيقة التي تجمع بين البلدين في المشهد السياسي الإقليمي والدولي، وتمتلك الدولتان رؤىَ واضحة ومتقاربة تجاه العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، تدعم الاستقرار الإقليمي وتكافح الإرهاب، وللبلدين دور عربي وإقليمي نشط في تعزيز الحوار الدبلوماسي وتقديم الدعم للمبادرات التي تسعى إلى حل النزاعات وتحقيق السلام والاستقرار، كما تلعب الإمارات والكويت دورًا فعالًا في دعم الحلول السلمية للصراعات الراهنة في المنطقة، بالتعاون مع المجتمعين الإقليمي والدولي.

وقد جسدت أزمة غزة الرؤية الإماراتية والكويتية المشتركة والتزامهما الثابت بالسلام والعدالة في المنطقة، واستعدادهما للعمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، حيث أكد رئيس دولة الإمارات، وأمير دولة الكويت خلال مباحثاتهما الأخيرة على ضرورة تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية تضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة، كما أكدا أيضًا دعمها للأمن والاستقرار في المنطقة، وأهمية تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية، مع ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي، ومجلس الأمن الدولي بمسؤولياته لوقف الحرب، وحماية المدنيين وفقًا للقوانين الدولية.

من جانب آخر، تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع فيديو يجمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع أخيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت أثناء زيارته الإمارات في 5 مارس/آذار الماضي، حيث يظهر في مقطع الفيديو الذي تداوله مغردون في الكويت ودولة الإمارات والخليج على نطاق واسع أمير دولة الكويت وهو يهم بالقيام من كرسي كان يجلس عليه بعد ما أنهى كتابة كلمة في سجل كبار الزوار خلال زيارته لدولة الإمارات، فسارع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بسحب كرسي الشيخ مشعل عقب نهوضه.. حيث تفاعل أبناء الشعبين والشعوب الخليجية مع المشهد التلقائي المعبر واعتبره البعض رمزاً لتواضع رئيس دولة الإمارات وأخلاقه الرفيعة، فيما يعكس التصرف العفوي قوة ومتانة العلاقات بين القيادتين الإماراتية والكويتية وأبناء الشعبين الشقيقين وعمق التقدير والاحترام المتبادل وعلاقات المحبة والأخوة التي تعكسها السلوكيات والتصرفات النابعة من القيم والمبادئ الإنسانية التي تتوارثها الشعوب الخليجية.

إن الإمارات والكويت يتشاركان ذات الرؤية تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتعملان على إرساء الأمن السلام والاستقرار، وتمتد رؤيتهما دولياً لتعمل بشكل فاعل في دعم الحلول السلمية للصراعات الراهنة في المنطقة، بالتعاون مع الأطراف الفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويعكس التنسيق المتبادل بينهما بشأن القضايا العربية والدولية مستوى التطور في العلاقات السياسية، بما يخدم مصلحة الجانبين ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عمومًا.

QOSHE - الإمارات والكويت.. إرث حضاري وإنساني مشترك - يوسف جمعة الحداد
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

الإمارات والكويت.. إرث حضاري وإنساني مشترك

20 0
20.03.2024

تعتمد العلاقات بين الإمارات والكويت على ركائز ومقومات عديدة تمنحها قوة دفع متجددة.

وفي مقدمة ذلك الإرث الحضاري والقيمي والإنساني المشترك للشعبين والبلدين الشقيقين، وتقارب الرؤى ووجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية، والاحترام المتبادل والمصير المشترك القائم على الأهداف المتقاربة والمصالح المتبادلة التي تجمع البلدين والشعبين.

ويمثل مجلس التعاون الخليجي الذي يعد أقوى مؤسسة إقليمية استطاعت الثبات والاستمرار وأداء دور فاعل في التعبير عن مصالح أعضائها، إحدى أهم ركائز العلاقات بين الأعضاء سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي.

الرؤية السياسية المشتركة بين الإمارات والكويت تمثل جوهر العلاقة الوثيقة التي تجمع بين البلدين في المشهد السياسي الإقليمي والدولي، وتمتلك الدولتان رؤىَ واضحة ومتقاربة تجاه العديد من القضايا........

© العين الإخبارية


Get it on Google Play