طوفان الأقصى وحرب الإعلام... إنتصار إضافيّ لمحور المقاومة
الخلاف أو الإختلاف حول وظيفة الإعلام، كبير ومثير، لكن يمكن إجماله واختصاره في صورتين إثنتين، أولهما تتبنّى وجهة النّظر التّقليديّة التي تتمثّل في أنّ وظيفة الإعلام هي نقل، وعرض، ونشر الأخبار والأحداث، وحياة الناس كما هي، بدون أيّ تشويه لها، بمعنى أنّ الإعلام في هذه الحالة يعتبر مرآة شفّافة وأمينة تعكس الواقع بتجرّد تام. أمّا الصّورة الثّانية فترى أنّ وظيفة الإعلام تتجاوز ذلك بكثير، فهي عمليّة مستمرّة لصياغة، وتشكيل، وتوجيه الوعي الجماعيّ والرأي العام المجتمعيّ، لتصبح بذلك القوّة التي تأخذ بيد الرأي العام وتفرض عليه توجّهاته وآراءه وحتى معتقداته، من خلال المواد الإعلاميّة التي تعمل على إيصالها إليه، وفي الصّورة أو الحالة الثّانية يكون دور الإعلام من أخطر الأسلحة التي يمكن أن تستعملها الحكومات أو الأحزاب أو النّافذين في مجتمع ما، ويصبح ضلعًا مؤثّرا وفاعلا من أضلع السّيطرة والنفوذ الثّلاثة، المال والقوّة والإعلام، فكلّ ما يحدث الآن في وسائل ووسائط الإعلام الجديد، وشبكات ومنصّات التّواصل الإجتماعيّ، والتي أصبحت الأكثر استخداماً وتأثيراً، يؤكّد حقيقة الصّراع بين صورتَيْ واقع الإعلام في المجتمعات الإنسانيّة.
إنّ كميّة الأخبار، والأحداث، والقصص اللّحظيّة التي تنقلها وسائل وتطبيقات الإعلام ومواقع التّواصل الإجتماعيّ، تكاد تُغرقنا في بحر الأفكار، والتجاذبات، والإصطفافات، الأمر الذي يجعلنا في كثير من الأحيان نفقد بوصلة الإختيار والقدرة على الفرز؛ لكلّ ذلك الطّوفان الجارف من المحتوى والمواد الإعلاميّة التي تُنتجها وسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلى مواقع التّواصل الإجتماعيّ المتعدّدة، فليس كلّ فرد من أفراد المجتمع الذين يتعرّضون لهذا الكمّ من المواد الإعلاميّة لديه الخبرة الكافية والإختصاص اللّازم لكي يميز الحقيقيّ من المزيّف منها، خاصّة ما يأتي من وسائل التّواصل الإجتماعيّ على اختلافها، في ظلّ غياب شبه تامّ لأيّ نوع من أنواع الرّقابة المسبقة على المحتوى الذي تنشره تلك الوسائط، فيأتي دور وسائل الإعلام التّقليديّة وحتّى الرقميّة والإلكترونيّة لتعمل على كشف الحقائق، ونشر الوقائع كما هي، ودفع كافّة الشّبهات والشّائعات التي يتعرّض لها جمهور مجتمع ما، حتّى لا يقع في أتون فخّ التّحريف والتّضليل الإعلاميّ، لتثبت حينها مهنة الصّحافة والإعلام بحقّ أنّها "مهنة المتاعب" أو "مهنة البحث عن المتاعب". فوظيفة الإعلام........
© النشرة
visit website