لبناننا، أي لبنان الذي يطمح إليه كل من يريد العيش في وطن يحترم حريته وخصوصيته وكرامته ويساوي بين كل أبنائه، خصوصاً في العدل بالسوية وعلى كل المواطنين مهما كان إنتماؤهم الديني والطبقي، من رأس الهرم الى أصغر مواطن.

لبناننا آت بعد كل التضحيات التي قدّمناها منذ عشرات لا بل مئات السنين، ليكون لنا وطن نهائي لا بديل عنه في كل العالم.

وصلنا الى نقطة اللارجوع في مسيرة إرساء قواعد ثابتة ليقوم عليها لبنان الجديد، قواعد لا تقودنا إلى الاقتتال كل 15 أو 20 سنة، بل قواعد ثابتة متينة تحافظ على كل التعدديات التي تُغني الأوطان والتي للأسف بفعل النظام الخاطىء كانت من أهم الأسباب التي أدت الى الحرب اللبنانية والتباعد بين اللبنانيين، بدل استغلالها والإستفادة منها.

نحن اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يلتزم كل الأفرقاء اللبنانيين بالقوانين اللبنانية والانضواء تحت الشرعية اللبنانية لنطبق إتفاق الطائف بكامله ونسعى إلى إصلاح وتجديد وتطوير قوانينه وثغراته لصالح جميع اللبنانيين، أو لنذهب بسلام وتوافق إلى نظام جديد يسمح لكل فئة وطنية، وليس دينية، أن تعيش بحسب قناعاتها وعاداتها وتقاليدها.

نعم، لن نرضى بعد اليوم أن يكون مصيرنا ومستقبل أولادنا معلّق على أهواء فريق هائم لا يهمه إلا تنفيذ أوامر تأتيه من بعيد. فريق شبه تابع لدولة أجنبية بكل ما للكلمة من معنى، تابع ومأمور. من المثير للضحك عندما يحاول هذا الفريق أن يُظهر نفسه على أنه صاحب القرار، بينما هو بـ”عضمة لسانه” اعترف سابقاً أنه حتى لا يناقش الأوامر التي تأتيه من وليّه، بل ذهب أكثر من هذا عندما اعترف أنه حتى ليس بحاجة لانتظار الأوامر إنما فقط إذا نُمي إليه أن أمراً يريده وليّه هو ينفذه من دون أي تردد.

آن الأوان لهذا الفريق، أن يقرر اليوم قبل الغد إن كان في مصلحته أن يبقى سائراً في هذا المسار الانحداري الجهنمي المعادي لكل باقي اللبنانيين ومعروف إلى أين سيؤدي هذا المسار، أو التخلي عن تخيلات اليقظة التي لديه ويعود للالتزام بالقوانين اللبنانية مثله مثل باقي اللبنانيين.

ومن له ضمير في سبات عميق، فليوقظه قبل فوات الأوان.

QOSHE - لبناننا آتٍ لا محال (ميشال طوق) - ميشال طوق
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

لبناننا آتٍ لا محال (ميشال طوق)

9 0
02.04.2024

لبناننا، أي لبنان الذي يطمح إليه كل من يريد العيش في وطن يحترم حريته وخصوصيته وكرامته ويساوي بين كل أبنائه، خصوصاً في العدل بالسوية وعلى كل المواطنين مهما كان إنتماؤهم الديني والطبقي، من رأس الهرم الى أصغر مواطن.

لبناننا آت بعد كل التضحيات التي قدّمناها منذ عشرات لا بل مئات السنين، ليكون لنا وطن نهائي لا بديل عنه في كل العالم.

وصلنا الى نقطة اللارجوع في مسيرة إرساء قواعد ثابتة ليقوم عليها لبنان الجديد، قواعد لا تقودنا إلى الاقتتال كل 15........

© Lebanese Forces


Get it on Google Play