لم يعد “حزب الله” قادراً على إخفاء مشكلته مع المسيحيين في لبنان، ومحاولة الأمين العام لـ”الحزب” حسن نصر الله حصر المشكلة بين حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب” مع الطائفة الشيعة الكريمة لم تنطلِ على أحد، فطبيعة الأزمة أعمق بكثير، وتشمل أكثرية اللبنانيين الرافضين لمشروع “الحزب” وليس للشيعة، وإن كان يبدو أن المسيحيين رأس حربة اليوم في المواجهة الدائرة، وتتمظهر كل يوم بحوادث متنقّلة أكان في عين الرمانة أو الكحالة أو رميش أو عين ابل.

ولم يخطئ من قال، على “فورة دم” إن “حزب الله” لا يشبه لبنان بتاريخه وحضارته وتعدديته، ومشروعه يتناقض مع الدولة التي يعتبرها المسيحيون حاميتهم الوحيدة، بل هو مشروع ايديولوجي يتناقض جذرياً مع المشروع اللبناني والفكرة اللبنانية التي كان للمسيحيين المساهمة الأبرز في إرساء قواعدها، ويستحيل التعايش بين مشروعين متناقضين. علماً أن ما يتعلّق بالمسيحيين ينسحب على السنّة والشيعة والدروز الذين يريدون دولة واستقراراً وازدهاراً، والكلام عن مشكلة بين “الحزب” والمسيحيين لا يعني إطلاقاً أن هذا الخطر لا يستهدف سائر اللبنانيين، ولا يعني أن التصدّي له يجب أن يكون من مربعات طائفية، إنما مواجهته تستدعي توحيد الصفوف الوطنية على قاعدة إصطفاف بين من يريد إعادة الاعتبار الى دور الدولة وبين من يريد إبقاء لبنان ساحة صراعات ونفوذ وتصفية حسابات وعدم إستقرار.

https://www.grandlb.com/politics/76657/

QOSHE - مشكلة “الحزب” مع المسيحيين تفاقمت… والمواجهة مفتوحة! (جورج حايك) - جورج حايك
menu_open
Columnists Actual . Favourites . Archive
We use cookies to provide some features and experiences in QOSHE

More information  .  Close
Aa Aa Aa
- A +

مشكلة “الحزب” مع المسيحيين تفاقمت… والمواجهة مفتوحة! (جورج حايك)

10 0
12.04.2024

لم يعد “حزب الله” قادراً على إخفاء مشكلته مع المسيحيين في لبنان، ومحاولة الأمين العام لـ”الحزب” حسن نصر الله حصر المشكلة بين حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب” مع الطائفة الشيعة الكريمة لم تنطلِ على أحد، فطبيعة الأزمة أعمق بكثير، وتشمل أكثرية اللبنانيين الرافضين لمشروع “الحزب” وليس للشيعة، وإن........

© Lebanese Forces


Get it on Google Play