أهمية الموقف الصريح الذي اتخذه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بخصوص معارضة التمديد لقائد الجيش يكمن في انه يحاكي بنفس الوقت المنطق والمشاعر.

فالمتطق يقول ان القانون يعلو ولا يعلى عليه. كيف لا وهو مكتوب بمادة واضحة في الدستور حيث لا يجوز تمديد الوظيفة بأية حالة من الأحوال لأسباب شرعية مرتبطة بحق التراتبية طالما ان الخلف مؤمن دون اللجؤ إلى فذلكات كالتي حصلت هذا المساء.

والمنطق يقول ايضا" ان التمديد يدخل المؤسسة العسكرية في اهواء بعض السياسيين المحليين وطلبات جهات خارجية تعطي لنفسها دور المقرر في تعينات وظائف الدولة فيتحول التمديد العتيد الى سابقة خطيرة قد تطبق في المستقبل على كل الاصعدة خلافا" للقسم الدستوري الذي التزم به رئيس الجمهورية السايق العماد ميشال عون.

اما المشاعر فهي ملك اصحابها وهم احرار بالتعبير عنها كما فعل جبران، ولا يحق لاحد ان يدينها بلغة الشتائم والسباب. فالانصياع لمطالب الخارج مرفوض من جزء كبير من اللبنانيين، والتنكر لواجب الوفاء هو سلوك سيء لا يلزم من عانى منه ان يدعم من قام به. هذه هي الديمقراطية الحقيقية والصادقة التي حان الوقت ان يتعود اللبنانيون عليها.

واخيرا" نقول ان من يراهن على "دق الاسفين" بين التيار والجيش هو مخطئ لان المسألة برمتها مبدائية وليست شخصية.